العصر الروماني [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كان توسع مملكة بنطس (أخضر غامق) في آسية الصغرى سبب اندلاع
الحروب الميثريداتية بين بنطس والجمهورية الرومانية (أحمر) والتي أدت في النهاية لاحتلال روما لآسية الصغرى
وسورية
دخول الرومانسورية مركز للامبراطورية الرومانية
الشرقيةبعد
مقتل أنطيوخس السابع السلوقي دخل ما تبقى من الدولة السلوقية في حرب أهلية
تنازع فيها عدة أشخاص على السلطة , واستفادت البلاد المجاورة من بقاء السلوقيين كمنطقة عازلة
، حيث كانت روما تخوض الحرب
الميثريداتية الأولى ضد مملكة بنطس الهيلينية في آسية
الصغرى ، وكانت بارثية تعاني من غزو الإسقوث والصراع الداخلي .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ميثريداتس السادس البنطي خاض ثلاثة حروب ضد روما سميت باسمه
غزا
ملك أرمينية تيغران
الكبير سورية وضمها إلى مملكته عام 83 قبل الميلاد بعد أن استدعاه أحد المتنازعين في الحرب
الأهلية ، ولكن بعض المدن بقيت خارج سيطرته ودانت بالولاء لسلوقس السابع الذي كان صبيا دون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تيغران الثاني الكبير ملك أرمينية حكم سورية لثلاثة عشر سنة
قبل أن يعيد الرومان إحياء الدولة السلوقية فيها
في
عام 73 قبل الميلاد استغل ملك بنطس ميثيدراتس
السادس Mithridates VI اندلاع ثورة سيرتوريوس في المقاطعات
الرومانية في أيبيريا فشن هجوما على الرومان ، ولكن الرومان
سرعان ما رتبوا صفوفهم وأرسل مجلس الشيوخ القنصل لوكيوس
ليكينيوس لوكلوس Lucius
Licinius Lucullus ليواجه ميثيدراتس ، وبذلك اندلعت الحرب الميثريداتية الثالثة في آسية الصغرى.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ليكينيوس لوكلوس أنهى حكم تيغران في سورية
هزم
ميثيدراتس أمام لوكلوس وفر إلى أرمينية التي كان ملكها تيغران صهره وحليفه،
وتبعه لوكلوس وغزا أرمينية ، وبعد أن أزال لوكلوس سلطة تيغران عن سورية توج سكان أنطاكية أنطيوخس
الثالث عشر ملكا في انطاكية السورية ، وأقر لوكلوس هذا التتويج على أن
يكون الملك الجديد مواليا لروما، ولكن الانقسام سرعان ما دب في المملكة السلوقية العائدة للحياة حيث نازع فيليب الثاني أنطيوخس على
السلطة.
رغم
انتصارات لوكلوس العسكرية على تيغران وميثيدراتس إلا أنه لم يتمكن من إلقاء
القبض على أي منهما وواجه تمردا في جيشه مما دعى مجلس الشيوخ إلى استبداله ببومبيوس الكبير Pompeius Magnus والذي
كان قبلها مشغولا بقمع الثورة في هيسبانيا.
تابع
بومبيوس الحرب ضد تيغران وميثيدراتس ، وفي عام 66 استسلم تيغران فعامله
بومبيوس بكرم وسمح له بالبقاء ملكا على جزء من مملكته السابقة على أن يكون مواليا لروما. ثم
تابع بومبيوس مطاردة ميثيدراتس في
القوقاز إلى أن انتحر الأخير عام 63 في شبه
جزيرة القرم ، وبهذا تحقق النصر
الكامل لروما وصارت مملكة بنطس جزءا من مقاطعة بيثونيا
وبنطس Bithynia et Pontus الرومانية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إغنايوس بومبيوس ماغنوس ضم سورية إلى الجمهورية الرومانية عام
64 قبل الميلاد واعلنها مركز للامبراطورية الروماني في الشرق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بومبيوس في هيكل بيت المقدس
في
عام 64 عاد بومبيوس إلى سورية والتي كانت تشهد حربا أهلية بين أنطيوخس
الثالث عشر وفيليب الثاني. ورغم محاولة الطرفين المتنازعين -خاصة فيليب- خطب ود بومبيوس إلا أن
الأخير كان مقتنعا أنه لا جدوى من بقاء
السلوقيين لكثرة مشاكلهم، فقام بعزل أنطيوخس واغتاله بواسطة زعيم
قبلي عربي اسمه Sampsiceramus وأعلن
تحويل سورية إلى
مقاطعة
رومانية سناتورية ، ما يعني أنها صارت محكومة مباشرة من قبل مجلس الشيوخ (السنات) ويحكمها
بروماجسترات promagistratus (ماجسترات سابق ، والماجسترات هو موظف الدرجة الأولى في نظام روما
الجمهوري) والذي قد يكون إما بروقنصل proconsuls (قنصل سابق، والقنصل يعادل
رئيس الحكومة) أو بروبرايتور
propraetors (برايتور سابق، والبرايتور يعادل الوزير).
أما فيليب الثاني
فقد بقي حيا بعد عزل أنطيوخس ورحل إلى مصر وظل هناك حتى عام 56
عندما اغتاله
بروقنصل (حاكم) سورية أولوس
غابينيوس Aulus Gabinius.
رغم
أن سورية اصبحت مركز الامبراطورية الرومانية في الشرق جاء في أواخر عهد
الجمهورية إلا أن
هذه الفترة التي كانت فيها سوريا مركزآ هامأ في الامبراطورية كانت حافلة بالأحداث الهامة في
تاريخ الامبراطورية الرومانية منها تجدد الحروب
الرومانية-البارثية واندلاع الحروب
الأهلية الرومانية التي سبقت نهاية العهد الجمهوري.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كانت هزيمة الرومان بقيادة ليكينيوس كراسوس أمام البارثيين في
معركة قرهاي (حران) عام 53 قبل الميلاد إحدى أسوأ الهزائم في تاريخ روما
الحروب الرومانية-البارثيةالحروب
الرومانية-البارثية هي الجزء الأول من سلسلة الحروب
الرومانية-الفارسية والتي بدأت منذ احتكاك روما مع الفرس لأول مرة عام 92 قبل
الميلاد واستمرت بلا نهاية حتى الفتح الإسلامي بعد أكثر من سبعة قرون.
كان
مسرح هذه الحروب سورية وما بين النهرين (ما بين النهرين =
شرق سورية الحالية وجنوب شرق تركية والعراق) ، وكانت تمتد أحيانا لتصل إلى أرمينية
والقوقاز . ورغم أن هذه الحروب كانت حروبا مروعة ومكلفة واستمرت لسبعة قرون إلا أنها لم تسفر
عن أي تغير دائم في الحدود بين الإمبراطوريتين ، حيث أنه رغم نجاح الفرس في احتلال سورية أو أرمينية أحيانا ونجاح الرومان
في احتلال ما بين النهرين أو أذربيجان
أحيانا أخرى إلا أنه لم تكن لدى أي من الطرفين يوما القدرة
الاستراتيجية على
الاحتفاظ بالإقليم الذي يحتله ، وهكذا فإن النتيجة دائما ما كانت انسحاب المحتل من الإقليم
الذي احتله بعد نهبه وتدميره. وكان لاشتداد وتيرة هذه الحروب واشتداد شراستها خلال القرنين
السادس والسابع الميلاديين أبلغ الأثر في إضعاف كلي الإمبراطورتين وتركهما فريسة سهلة للفتح العربي الإسلامي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ماركوس أنطونيوس حليف يوليوس قيصر وصديقه الوفي وأحد طرفي الحرب الأخيرة في الجمهورية الرومانية، كانت سورية إحدى قواعده الأساسية
عندما
دخل بومبيوس سورية عام 64 قبل الميلاد كانت هناك هدنة بين الرومان والبارثيين، ولكن هذه
الهدنة انتهت مع قيام الجنرال الروماني
ليكينيوس كراسوس بمحاولة غزو فاشلة لما بين النهرين عام 53 قبل
الميلاد تكبد
الرومان خلالها خسائر جسيمة في معركة
معركة قرهاي Carrhae (قرهاي هو
الاسم اللاتيني لحران)، ورد البارثيون
بمحاولة غزو فاشلة أيضا لسورية عام 51.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ماركوس ليكينيوس كراسوس
تدخل
البارثيون أثناء
الحرب الأهلية الرومانية الكبرى أو ما يعرف بحرب قيصر حيث أرسلوا قوة
لفك الحصار القيصري عن مدينة أفامية والتي كان محاصرا فيها أحد الجنرالات الموالين لبومبيوس
، وبعد انتهاء الحرب أعد قيصر حملة لغزو بارثية إلا أن اغتياله أدى
إلى إلغاء الحملة. وفي الحرب الأهلية التي تلت اغتيال قيصر (حرب المحررين) تدخل البارثيون
لنصرة بروتوس وكاسيوس قتلة قيصر ضد أنطونيوس وأوكتافيوس المطالبين بدمه، وبعد هزيمة الأولين في معركة فيليبي في اليونان تحالف
البارثيون مع أحد الجنرالات الموالين لهما وقاموا بغزو سورية واليهودية وتقدموا نحو آسية
الصغرى. ولكن انتهاء الحرب الأهلية سمح
للرومان بصد الغزو البارثي لآسية الصغرى ثم التقدم نحو سورية وإخراج البارثيين منها ومن اليهودية
بعد معركة عند البوابات
السورية في لواء الإسكندرون حاليا. وحاول البارثيون العودة مجددا عام 38 ولكنه تم
صدهم وقتل قائد حملتهم باقوروس
Pacorus.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المحور الأكبر
Cardo Maximus في أفامية
وبعد
أن أحكم الرومان سيطرتهم على الأقاليم التي استعادوها قاد ماركوس أنطونيوس
حملة ضخمة لغزو أذربيجان بالتعاون مع الأرمن، ولكن البارثيين صدوا الهجوم مكبدين الرومان خسائر فادحة. وفي عام
33 عاد أنطونيوس مجددا إلى أرمينية سعيا لتشكيل حلف بينه وبين الميديين ضد بارثية وضد أوكتافيوس خصمه في روما،
ولكنه اضطر للمغادرة بعد ذاك وسقطت المنطقة بكاملها في أيدي البارثيين.
نظرا
لأهمية موقع سورية على الحدود مع الإمبراطورية البارثية أحد أخطر أعداء روما
بالإضافة إلى احتوائها على إقليم اليهودية كثير التمرد فإنه دائما ما كانت هناك قوة عسكرية رومانية كبيرة في
سورية، وفي العصر الإمبراطوري الباكر (البرينكيباتي) كان كان هناك ثلاثة فيالق على الأقل متمركزة بشكل دائم في سورية،
وهذا الحجم الكبير للجيش السوري جعله دائما ورقة مهمة في الحروب
الأهلية الرومانية.
نهاية الحشمونين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مريم العذراء ويوسف النجار يسجلان نفسيهما
أمام حاكم سورية في التعداد العام الذي جرى عامي 6-7 ميلادية
أعطى
بومبيوس عام 64 مملكة اليهودية وضعا خاصا حيث سمح لها بالبقاء ككيان يهودي
على أن تكون تابعة إداريا لمقاطعة سورية الرومانية، وهكذا فإن مملكة اليهودية في العهد
الروماني لم تكن مملكة مستقلة تدور في فلك روما (بخلاف مملكة أرمينية ومملكة الأنباط العربية المجاورة
لليهودية اللتين سمح لهما بومبيوس بالاستقلال شرط الولاء لروما ودفع الجزية) ولم تكن
اليهودية أيضا مقاطعة رومانية مستقلة حيث لم يكن لها حاكم خاص بل كان يديرها برايفكت praefectus وهو
مسؤول من الرتبة
الإقوسطرية
ordo equester وهي رتبة أدنى من الرتبة السناتورية ordo senatorius التي
تكون لحكام المقاطعات ، وبالتالي فإنه لم يكن يملك الكثير من صلاحيات حاكم المقاطعة والتي
بقيت لدى حاكم سورية العام الذي كان
مسؤولا عن إدارة جميع الأمور المالية والاقتصادية لليهودية ومن ذلك
جمع الضرائب
بالإضافة لمسؤوليته عن إجراء التعداد والإحصاء ومن ذلك الإحصاء الشهير الذي أجراه الحاكم
كويرينيوس Quirinius في عموم سورية وفلسطين قبيل ولادة المسيح حسب لوقا
2:1-7. قام أولوس غابينيوس حاكم سورية في عام 55 قبل
الميلاد بتقسيم
اليهودية إلى خمس مناطق إدارية عرفت بـ Sanhedrins أو Synedrions (مجالس قانونية).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هيرود الكبير ملكا في بيت المقدس عام 36 قبل الميلاد
عند
الغزو البارثي لسورية واليهودية عام 40 قبل الميلاد أزيل ملك اليهودية الحشموني وحكام المناطق
الإدارية من مناصبهم ونفي الملك إلى
بارثية. كان هيرودوس (هيرود) حاكم الجليل أحد الذين أزيحوا عن مناصبهم ولجؤوا إلى
الرومان. استغل هيرودوس علاقته مع الرومان وتعاون الملك الحشموني الجديد مع البارثيين
وأقنع مجلس الشيوخ بتعيينه ملكا على اليهود عام 40 رغم أنه لا ينتمي إلى السلالة الحشمونية. وعندما استعاد
ماركوس أنطونيوس سورية واليهودية تم تنصيب هيرودوس ملكا على اليهود وبذلك انتهى حكم السلالة
الحشمونية. عرف هيرودوس بعدها بهيرودس الكبير، وبعد وفاته سنة 4 قبل الميلاد تقاسم أبناؤه الثلاثة اليهودية وكان
أحدهم، وهو
هيرودوس
أنطيباس Herod Antipas، هو هيرودوس حاكم الجليل وبيرية خلال حياة يسوع المسيح حسب العهد الجديد.
ثورة اليهود الكبرى وهدم بيت المقدسانتهت
الجمهورية الرومانية فعليا في عام 31 قبل الميلاد مع انتصار أوكتافيوس في معركة أكتيوم البحرية على الجيش
المشترك لأنطونيوس وكليوباترا آخر ملوك البطالمة في مصر ، ومن ثم حصول
أوكتافيوس على العديد من الامتيازات والصلاحيات وآخرها حصوله من مجلس الشيوخ
على لقبي أغسطس Augustus
(المبجل) وبرينكبس Princeps (المواطن الأول) في عام 27 قبل الميلاد،
وبذلك صار أغسطس فعليا أول أباطرة
الإمبراطورية الرومانية تحت اسم أغسطس قيصر، رغم أن الجمهورية بقيت اسميا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]موزايك روماني في أنطاكية
نظرا
للطبيعة الحساسة للديانة اليهودية فإن اليهود لطالما عانوا من المشاكل مع
الحكام الأجانب الذين يحكمونهم بصورة مباشرة، وهكذا كان الحال مع الرومان الذين كانوا
يديرون الإقليم اليهودي بشكل مباشر وبتدخل كبير في تعيينات الملوك والكهنة، وهذا ما أدى إلى تصاعد
التوتر تدريجيا مع الرومان، بالإضافة إلى أن العقل الروماني كان يهتم بالسياسة فقط ولكنه لم يكن يهتم بالدين، وبذلك فإن الرومان
كانوا بفطرتهم متسامحين دينيا ويقبلون
جميع الأديان، وهذا ما لم يرق لليهود الذين كانوا يمتعضون من رؤية
الأديان الوثنية
تمارس في مناطقهم.
حدث
الصدام الكبير لأول مرة في عام 66 ميلادية فيما يعرف بالثورة اليهودية الكبرى أو الثورة اليهودية الأولى، وكان سبب اندلاع التمرد هو قيام بعض اليونانيين بتقديم أضاحي
من الطيور أمام
كنيس (معبد) يهودي ورفض الدورية الرومانية
لأن تفعل شيئا، مما أدى إلى سلسلة من الأحداث وردود الفعل قادت في
النهاية إلى أعمال عنف ضد المواطنين الرومان في القدس وممتلكاتهم وضد المتعاونين معهم من اليهود
مما اضطر الملك اليهودي
الموالي للرومان إلى الخروج من القدس إلى الجليل.
قاد
حاكم سورية كيستوس غالوس
Cestius Gallus جيشا يضم الفيلق الثاني عشر الصاعقة Legio XII Fulminata لقمع التمرد، ولكن الجيش عجز عن اقتحام جبل الهيكل وأثناء انسحابه تعرض
للهجمات واضطر لخوض معركة في بيت هورون
انهزم فيها وفر على إثرها غالوس إلى أنطاكية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فلاويوس وسبسيانوس
بعد
هذه الهزيمة المفاجئة استبدل الإمبراطور نيرون حاكم سورية بحاكم جديد هو ليكينيوس موكيانوس Licinius Mucianus وأرسل إلى فلسطين الجنرال المحنك فلاويوس
وسبسيانوس Flavius
Vespasianus (فيسباسيان Vespasian) الذي
رسا في عكا مصحوبا بفيليقين هما الفيلق الخامس المقدوني Legio V Macedonica والفيلق
العاشر المضيقي
Legio X Fretensis بالإضافة إلى فرقة من ألف مقاتل من الفيلق
الثاني والعشرين الديوتاري
Legio XXII Deiotariana، كما أن ابنه تيتوس Titus وصل أيضا من الإسكندرية مع الفيلق
الخامس عشر الأبولي Legio XV
Apollinaris. استطاعت هذه القوات أن تسيطر على الجليل
وحاصرت بيت المقدس حيث تحصن الثوار اليهود.
خلال
حصار وسبيانوس لبيت المقدس حدثت تطورات مهمة في روما، حيث خلع مجلس الشيوخ
الإمبراطور نيرون واندلعت بعد ذاك حرب أهلية تنازع فيها وسبيانوس وثلاثة أشخاص آخرون على الحكم في سنة 69
ميلادية المعروفة بسنة الأباطرة
الأربعة. تحالف وسبيانوس مع حاكم سورية موكيانوس في الحرب الأهلية وترك
إكمال حصار بيت المقدس لابنه تيتوس الذي اقتحمها سنة 70، ودمرت المدينة أثناء اقتحامها واضطر تيتوس إلى
تدمير الهيكل اليهودي أيضا بسبب تحصن الثوار اليهود فيه، رغم عدم رغبته في ذلك. قال المؤرخ
اليهودي يوسيفوس الذي عاش في تلك الفترة أن المدينة سويت
بالأرض وأن الزائر لها لا يصدق أنها كانت مدينة مأهولة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الرومان ينهبون كنوز الهيكل اليهودي
كانت
حصيلة ضحايا الثورة اليهودية هائلة حيث قدرها يوسيفوس بمليون ومئة ألف قتيل من
اليهود وسبعة وتسعين ألف أسير بالإضافة إلى أعداد هائلة من المشردين في أنحاء الإمبراطورية الرومانية. بعد هذه
الأحداث اتخذ الرومان إجراءات لتحسين سيطرتهم على الإقليم حيث رفعوا رتبة الحاكم الروماني إلى برايتور praetor لتزيد
صلاحياته وقرروا أن يتمركز الفيلق العاشر المضيقي Legio X Fretensis بشكل دائم في الإقليم.
انتصر
وسبيانوس في الحرب الأهلية وأعلنه مجلس الشيوخ إمبراطورا عام 69، وكان الفضل
الأساسي في ذلك يعدإلى الفيالق السورية التي دعمه بها موكيانوس وخاصة الفيلق السادس المدرع Legio VI Ferrata.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أولبيوس ترايانوس
] حرب ترايانوس البارثية وثورة
اليهود الثانيةشكل
القرن الثاني الميلادي العصر الذهبي للإمبراطورية الرومانية من حيث السلم
الداخلي والرخاء الاقتصادي والتوسع الخارجي، وكان عصر الإمبراطور ترايانوس Trajanus (بالإنكليزية: تراجان Trajan) هو نقطة الذروة حيث اجتاح الرومان
فيه الإمبراطورية البارثية وبلغت الإمبراطورية فيه أقصى اتساعها.
غزا
ترايانوس داقية
Dacia (رومانيا الحالية) في عام 106، وفي العام التالي
ضم مملكة الأنباط وجعلها مقاطعة باسم أرابية
بتراية Arabia Petraea (عربية البتراء أو العربية الصخرية). في عام 113 قرر ترايانوس أن
الوقت قد حان لحل المعضلة البارثية للأبد وذلك بالتفرغ لغزو بارثية وضم أراضيها، وهي سياسة تخالف سياسة من قبله
الذين لم يجعلوا غزو بارثية أولوية، فغزا في عام 114 أرمينية وجعلها مقاطعة رومانية، ثم اجتاح ما بين النهرين وجعلها مقاطعة
رومانية أيضا، واستولى على عاصمة بارثية إقطصيفون Ctesiphon (المدائن)،
وتابع المسير إلى
الخليج العربي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الفرات قرب الرقة
ولكن
في تلك الأثناء اندلعت ثورة عارمة لليهود المنفيين في شمال إفريقية (في قورنيقة Cyrenaica (برقة) ومصر) وقبرص، حيث قاموا بهدم وتخريب معابد
الآلهة اليونانية والرومانية والمصرية
والمباني العامة والحمامات وقاموا بإبادة اليونانيين والرومان حيث
قتلوا أكثر من
220,000 يوناني في برقة وحدها، وتذكر
الموسوعة اليهودية أن سكان ليبيا
أبيدوا بالكامل تقريبا خلال تلك الأحداث لدرجة أنه أنشئت فيما بعد مستوطنات لاستجلاب
السكان. وامتدت الثورة إلى اليهودية وسورية وما بين النهرين بينما كان ترايانوس يحارب
البارثيين في الخليج، فقام بإخمادها في ما بين النهرين ونصب ملكا بارثيا عميلا له هناك ثم انسحب إلى أنطاكية ليشرف على إخماد
الثورة في سورية. ثم مات بعد ذلك بقليل بالجلطة في عام 117 وقبل أن يحكم سيطرته على المقاطعات
البارثية الجديدة، وعندما تولى سلفه هادريانوس الحكم قرر
الانسحاب من جميع المقاطعات الجديدة التي أنشأها تريانوس واعتبار شاطئ الفرات الحد الشرقي للإمبراطورية لأنه رأى أن
الاحتفاظ بالمقاطعات البارثية سيشكل عبئا على المدى البعيد لأن هذه المقاطعات لا يمكن
الدفاع عنها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إيليوس هادريانوس
إعادة بناء بيت المقدس وثورة اليهود
الثالثةعندما
صعد إيليوس
هادريانوس Aelius Hadrianus
(هادريان
Hadrian) إلى عرش الإمبراطورية الرومانية في عام 118 لم
تكن ثورة اليهود الثانية قد أخمدت تماما بعد في اليهودية حيث إلتجئ إليها قادة الثورة في الخارج، وقد قام
هادريانوس في العام التالي بتخصيص أموال لإعاد إعمار المباني العامة التي دمرها اليهود في المقاطعات. وبينما كان يقوم
بجولة في أنحاء الإمبراطورية في عام 123 مر هادريانوس ببرقة ورأى بعينيه الخراب الذي
أحدثه اليهود، وخصص أموالا للجنود الرومان ولعائلاتهم هناك.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المدرج الروماني في بصرى
زار
هادريانوس بيت المقدس في العام 130 ميلادية، وكبادرة حسن نية تجاه اليهود أعلن
عزمه إعادة بناء بيت المقدس، ولكن فرحة اليهود لم تتم عندما علموا أنه يعتزم بناء المدينة على النمط الروماني
وأنه ينوي أن يبني معبدا رومانيا جديدا مكان الهيكل، والذي لا بد أنه سيكون مكرسا للإله يوبيتر. ازداد اضطراب اليهود بعد أن بدأت أعمال
البناء حيث اعتبر كثير منهم أن
"الحرث فوق الهيكل" إساءة دينية عظيمة،
واستدعى الرومان الفيلق السادس المدرع Legio VI Ferrata من بصرى إلى اليهودية لفرض النظام. تزايد سخط اليهود أكثر عندما أصدر
هادريانوس قرارا بمنع
الختان الذي اتفق هادريانوس مع اليونانيين في
اعتباره "تشويها وطقسا بربريا".
قرر
اليهود الثورة وخططوا لها بعناية ليتحاشوا أخطاء ثورتهم الأولى قبل ستين عاما،
وكان قائدهم هو شمعون بَر كوكبة שמעון בר כוכבא (اسم آرامي معناه: سمعان بن كوكبة) والذي فسر اليهود اسمه على أنه يحقق
النبوءة الواردة في
سفر الأعداد 24:17 وأنه المسيح المخلص المنتظر. ولكن المسيحيين (والذين كانوا لا يزالون حتى ذلك الوقت
مجرد طائفة صغيرة من اليهود) لم يتقبلوا ادعاء بر كوكبة بأنه المسيح لاعتقادهم بأن
المسيح كان يسوع الناصري، وهكذا فقد ساهمت هذه الأحداث في تعميق التمايز بين المسيحيين
واليهود.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أطلال قرية رومانية في شمال سورية. يوجد في سورية أطلال حوالي
200 قرية مماثلة. كان يعمل سكان هذه القرى غالبا في صناعة زيت الزيتون
بدأ
اليهود تحركهم عام 132، وقد نجحوا في مباغتة الرومان والانتشار بسرعة في
أنحاء فلسطين فعزلوا الحامية الرومانية في القدس عن باقي المناطق ووضعوا الرومان في موقف صعب،
وظنوا أنهم نجحوا وبدؤوا في صك عملة يهودية لدولتهم الوليدة. ولكن الإمبراطور هادريانوس كان
يعد العدة فقد استدعى الجنرال يوليوس سيويروس
Julius Severus الخبير في قمع التمرد من بريطانيا واستدعى أعدادا هائلة من القوات حتى أنه
استدعى فرقا من حوض
الدانوب ويعتقد أن مجموع القوة التي حشدها لم
يقل عن اثني عشر فيلقا وهو ما يقارب ثلث الجيش الروماني. ثم بدأت المواجهات وكانت شرسة
للغاية حيث استمرت ثلاث سنوات واتبع الرومان خلالها سياسة الأرض
المحروقة لتحطيم معنويات اليهود بعد أن كبدهم الأخيرون خسائر جسيمة.
انتهت
هذه الحرب بخسائر جسيمة للرومان، حيث قاموا بعدها بحل الفيلق الثاني والعشرين الديوتاري Legio XXII Deiotariana مما يدل على تلقيه خسائر فادحة، كما أن هادريانوس عندما بعث إلى مجلس
الشيوخ يبلغه بالنصر تحاشى أن يذكر العبارة التقليدية "آمل أنكم بخير، أنا والقوات
بخير" في صدر
رسالته. ولكن خسائر الرومان كانت لا تقاس بخسائر اليهود الذين أدت هذه الحرب إلى استئصال وجودهم من
فلسطين، حيث قتل فيها 580,000 يهودي ودمرت 50 بلدة و985 قرية حسب المؤرخ الروماني كاسيوس ديو Cassius Dio. يذكر التلمود أن القتلى كانوا بالملايين، ولكن هذا
غير منطقي لأن عدد اليهود في فلسطين حينها لم يكن يبلغ هذا القدر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]جسر من العصر الروماني قرب حلب
بعد
هذه الحرب قرر هادريانوس استئصال الديانة اليهودية من الوجود لأنه اعتقد أنها
سبب تمرد اليهود المستمر، فقام بإعدام علماء اليهود وحظر التعامل بالشريعة اليهودية والتقويم اليهودي،
وأقام احتفالا على جبل الهيكل أحرق فيه المخطوطات الدينية اليهودية،
ونصب على الجبل
تمثالين أحدهما ليوبتر والآخر لنفسه. وغير هادريانوس اسم مدينة القدس من الاسم اليهودي
يوروشلايم Jerusalem (أورشليم) إلى إيليا كابيتولينا Aelia Capitolina (إيليا من اسمه Aelius، وكابيتولينا
إشارة إلى معبد يوبتر على تلة
الكابيتولينة في روما Jupiter Capitolinus). كما غير اسم الإقليم من اليهودية Iudaea (يوديا) إلى سورية الفلسطيّة Syria Palaestina وذلك
إشارة إلى الفلسطيين أعداء اليهود
التاريخيين، وحظر تداول الاسم القديم. وكان القرار الأشد وطاة على اليهود هو حظر
دخولهم إلى بيت المقدس، الذي خففه قسطنطين الأول بعد حوالي 150 سنة
بأن سمح لهم أن يدخلوا المدينة يوما واحدا في السنة لينتحبوا على الحائط الغربي وهو اليوم المعروف
لدى اليهود بـ تشعة بآب (التاسع من آب).
ظلت
هذه القوانين سارية المفعول حتى دخول المسلمين القدس عام 638، حيث أن المسلمين حين
فتحوا المدينة سموها
إيلياء من Aelia، وكان هذا هو
الاسم الشائع لها في العصور الإسلامية الأولى. وكذلك اسم المنطقة كان (ولا يزال)
فلسطين من Palaestina وهو
تقصير للاسم القديم Syria
Palaestina.
كانت
نتائج ثورة بر كوكبة كارثة كبرى على اليهود حيث أن من بقي منهم حيا تشرد في
أصقاع الأرض ولم
يبق منهم في فلسطين إلا أعداد يسيرة جدا متوزعة كأقليات في الجليل والمدن الساحلية ولكن ليس
في منطقة اليهودية نفسها، ولهذا السبب حقد اليهود على هادريانوس فلا تذكر مصادرهم اسمه إلا ومعه العبارة שחיק עצמות (يسحق عظمه)، وكذلك كره أحبار اليهود بر كوكبة وسموه بر
كوزيبة בר
כוזיבא
(ابن الكذبة) إشارة إلى كونه مسيحا كاذبا، ولكن الصهاينة يجلونه كبطل قومي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ماركوس أوريليوس
] حرب أوريليوس البارثية وصعود
أويديوس كاسيوسيعد ماركوس أوريليوس Marcus Aurelius الذي
حكم بين عامي 161 و180 آخر أباطرة العصر الذهبي لروما، وكان بالإضافة إلى كونه
إمبراطورا فيلسوفا
رواقيا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]Vologases
IV البارثي
قام
البارثيون بقيادة ملكهم
Vologases IV بغزو أرمينية قبيل تولي أوريليوس
الحكم في عام 161، وعندما حاول حاكم سورية التصدي لهم هزموه وغزوا
الرها ونصيبين واجتاحوا بعض المناطق السورية، فاستبدل
أوريليوس حاكم سورية بابن عمه الذي كان شابا قليل الخبرة في الثلاثينات من عمره وأرسل
معه ثلاثة فيالق من جرمانية والغال. ثم عمت الفوضى في البلاد وقام تمرد في الجيش، فأرسل أوريليوس
(الذي كان مشغولا بإدارة الحروب في جرمانية) شريكه في الحكم لوكيوس ويروس Lucius Verus إلى
أنطاكية ليشرف على الحرب مع بارثية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يقول مؤرخوا الرومان أن ضباط الجيش السوري كانوا يقضون وقتا
أكبر في مقاهي
الهواء الطلق في أنطاكية ويتمتعون بالشدة والقوة حيث كان وحدات
الجيش السوري من
اقوى وحدات الجيش في الامبراطورية الرومانية
انتصر
الرومان في الحرب عام 165، ولكن لوكيوس لم يكن له دور كبير في ذلك حيث أنه
قضى معظم فترة الحرب في أنطاكية ساهرا مع الغانيات، رغم أنه كان يخرج في الشتاء ليشتي في اللاذقية وفي الصيف
ليصيف في دافنة Daphne وهو منتجع قرب أنطاكية. أما الفضل الحقيقي في النصر فعاد
للجنرالات من أمثال ماركوس ستاتيوس
Marcus Statius Priscus حاكم قبدوقية Cappadocia (في
آسية الصغرى) الذي استعاد أرمينية عام 163، وأويديوس كاسيوس Avidius Cassius الجنرال
السوري الصاعد الذي استعاد الرها واجتاح ما بين النهرين وصولا إلى سلوقية (سلوقية على
دجلة Seleucia ad Tigrim، شمال شرق بابل) وإقطصيفون عام 165، ولكنه اضطر للانسحاب بعدها بسبب تفشي
الوباء في بارثية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أطلال قرهص
Cyrrhus
كان
أويديوس كاسيوس سوريا من مدينة قرهص Cyrrhus شمال
سورية، وهي مدينة تاريخية بناها سلوقس الأول وهدمت زمن الحروب الصليبية وتقع
آثارها اليوم في ولاية كلس التركية على بعد
حوالي 50 كم
شمال حلب ، وتعرف باسم
"النبي حوري". كان كاسيوس من أصل متواضع وكان والده هيليودوروس Heliodorus قد عمل
حاجبا لدى الإمبراطور هادريانوس واستطاع بفضل موهبته الخطابية أن يتولى
حكم مصر بين عامي 137 و142، ولكنه لم
يتجاوز أبدا الرتبة الإقوسطرية.(كانت مقاطعة مصر استثناء بين
المقاطعات الرومانية
في أن حكامها كانوا من الرتبة الإقسوطرية ، ويعود هذا الوضع الخاص لماركوس أنطونيوس الذي كان له منه غايات
سياسية.) صعد نجم كاسيوس أثناء حرب أوريليوس البارثية حيث كان يقود في الحرب الفيلق الثالث الغالي Legio III Gallica (وهو فيلق سوري) واستطاع اجتياح ما بين النهرين واستولى على أهم مدن
بارثية – سلوقية وإقطصيفون.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أويديوس كاسيوس
بعد
هذه الانتصارات حصل كاسيوس على عضوية مجلس الشيوخ في روما هو وزميله في الجيش مارتيوس ويروس Martius Verus، ثم صار كلاهما قناصل عام 166 وهما في
الثلاثينات من عمرهما. بعد القنصلية تولى كاسيوس حكم سورية، بينما تولى رفيقه ويروس حكم
قبدوقية، وتمكن كاسيوس من قمع ثورة اندلعت في مصر بين عامي 172 و175.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]جزء من مجسم من مدينة إفسوس
Ephesus يصور النصر الروماني على بارثية، ويظهر في
المجسم كاسيوس على يمين الوسط (بلا رأس) وهو يأمر الجندي الذي على يسار
الوسط بقتل الجندي البارثي المطروح أرضا. يرجح أن يكون رأس كاسيوس قد أزيل من المجسم بعد أن ساءت سمعته عقب خروجه على
الإمبراطور ماركوس أوريليوس
كان
كاسيوس طموحا وكان يدعي أنه من نسل الملوك السلوقيين، وعندما مرض الإمبراطور
أوريليوس عام 175 شاع أنه قد مات فأعلن كاسيوس نفسه إمبراطورا في نفس العام بعد أن شجعه بعض
المتنفذين في روما على ذلك. وكان أوريليوس حينها في جرمانية يدير حروبه الجرمانية، وحين بلغه
النبأ أظهر أسفه لخيانة
"واحد من أعز أصدقائه" وأعلن أنه يعتزم إظهار
الرحمة تجاه كاسيوس إذا قبض عليه حيا. أعلن مجلس الشيوخ كاسيوس عدوا للشعب،
ورغم أن كاسيوس السوري كان يسيطر على مقاطعتين من أهم المقاطعات الرومانية وهما سورية ومصر إلا أن انحياز مارتيوس ويروس حاكم
قبدوقية إلى جانب أوريليوس جعل كاسيوس في وضع صعب بعدد فيالق يقل بكثير عن ذاك المتوفر
لأوريليوس، فهزم كاسيوس بعد ثلاثة أشهر وستة أيام من إعلانه نفسه إمبراطورا وقام قنطريون centurion (قائد سرية) بجز رأسه وحمله إلى أوريليوس الذي رفض أن يرى الرأس وأمر بدفنه.
] كلاوديوس بومبيانوس[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]البرابرة يخضعون أمام ماركوس أوريليوس وكلاوديوس بومبيانوس
بجانبه
كان
كلاوديوس بومبيانوس Claudius
Pompeianus سوريا من عائلة متوسطة الحال ، ولد في أنطاكية وخدم
كجنرال في الجيش السوري وشارك في الحروب الجرمانية تحت إمرة ماركوس أوريليوس. بعد وفاة
لوكيوس ويروس شريك أوريليوس في الحكم عام 169 تزوج بومبيانوس من أرملته لوكيلا Lucilla التي هي
أخت أوريليوس، وكان هدف أوريليوس من تزويج أخته لبومبيانوس بعد وفاة زوجها بهذه السرعة هو تولية
بومبيانوس الحكم من بعده بدلا من ابنه كومودوس Commodus، ولكن بومبيانوس رفض وأصبح بدلا من ذلك قنصلا في عام 173، والقنصلية
في الزمن الإمبراطوري كانت منصبا تشريفيا.
ملف:Gladiator Lucilla and Lucius.jpg
شخصيات فيلم
Gladiator فيها
الكثير من الاستيحاء من بومبيانوس وعائلته
اشتركت
لوكيلا زوجة بومبيانوس عام 182 في مؤامرة لاغتيال أخيها الإمبراطور كومودوس، وكان من
يفترض به أن ينفذ الاغتيال هو ابن أخت
بومبيانوس الذي كان صبيا صغيرا، ولكن العملية فشلت وأعدم كل
المشاركين فيها
ومن بينهم أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ، ونفيت لوكيلا، أما بومبيانوس -الذي لم يكن
مشاركا في المؤامرة- فقد تقاعد مؤقتا من الحياة العامة وانتقل إلى الريف.
بعد
وفاة كومودوس عام 192 عرض على بومبيانوس تولي الحكم مجددا، ولكنه رفض أيضا، وتولى بيرتيناكس Pertinax الحكم
وقتل في تمرد للحرس البريتوري بعد 87 يوما.
ثم
نولى ديديوس يوليانوس Didius
Julianus الحكم وعرض على بومبيانوس مشاركته في الحكم للمرة الثالثة،
ولكن بومبيانوس رفض مجددا، وأعدم
يوليانوس بعد 66 يوما على يد جندي بأمر من سيبتيموس سيرويروس Septimius Severus.
خلال
العصر الروماني ، كانت عاصمة سوريا و أكبر مدنها هي مدينة أنتيوخ (أنطاكية القديمة) حيث كان يقدر عدد سكانها ب 500
ألف نسمة ، وكانت إنتيوخ تعد أغنى و أكثر المناطق اكتظاظا في الامبراطورية الرومانية
، إضافة للعديد من مدن سوريا مثل دمشق التي كانت من مراكز الامبراطورية و بصرى و
شهبا و قنوات و براد وغيرها من المدن التي أصبحت مراكز للامبراطورية
الرومانية الشرقية .
العصر البيزنطيالعصر الإسلامي] دخول الإسلام