جلست على الرصيف , قلبي يخفق كثيراً مسرعاً , وأنا أرى بعيني أمتعة أهل حبيبتي توضع في سيارة الشحن , لتنفلهم إلى المدينة .
كان والدها المدرّس الذي أنهى خدمة الريف , يشرف بنفسه على الأمتعة في الشاحنة .
وكانت حبيبتي تنقل بعض الأمتعة ثم تقترب مني لحظات لترتاح قليلاً , فألمح في عينيها ظلالاً من الحزن .
حين اكتملت حمولة الشاحنة , وسلمو مفتاح المنزل , أحسست بقلبي ينخلع , وأني بحاجة إلى البكاء.
تشبثت بيد حبيبتي , ونظرت إليها , ثم قلت لها أرجوك ابقي معي فابتسمت ودموعها تنسال على خديها كحبات اللؤللؤ وأجابت ليس بيدي أن أفعل شيئاً عبارة شطرت قلبي وجعلتني أنهال بالبكاء فتقدمت نحوها ومسحت الدموع اللؤ لوئية من على خديها , ونظرت إليها , ثم سألتها بلهفة عما إذا كانت ستذكرني عندما تسكن المدينة .فردت بأنها سترسل لي الرسائل من دون تأخير .
رجوتها أن تسرع في الكتابة , فابتسمت , ثم تركتني , وركبت السيارة إلى جانب أبويها , وحين تحركت السيارة.
رأيت يدها تمتد من الشباك , وتلقي لي مغلفاً جميلاً , وسمعتها تهمس :
هذه أولى رسائلي .
ولكنني أتسائل : لماذا الدنيا تسير بعكس طموحاتي ورغباتي ؟
سؤال صعب يعجزني
وأرجو منكم أن تساعدوني في الاجابت عن هذا السؤال وشكراً .