الحمد لله علىإحسانه و الشكر له على
توفيقه وإمتنانه والصلاة و السلام على
الحبيب الداعي إلى رضوانه
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه و إخوانه
وبعد :
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن التربية بالعقوبة أمر طبيعي بالنسبة للبشر عامة والطفل خاصة، فلا ينبغي أن نستنكر من باب التظاهر بالعطف على الطفل ولا من باب التظاهر بالعلم، فالتجربة العلمية ذاتها تقول: ( إن الأجيال التي نشأت في ظل تحريم العقوبة ونبذ استخدامها أجيال مائعة لا تصلح لجديات الحياة ومهامها والتجربة أولى بالاتباع من النظريات اللامعة).
والعطف الحقيقي على الطفولة هو الذي يرعى صالحها في مستقبلها لا الذي يدمر كيانها ويفسد مستقبلها.
لنفرض أن طفلا رمى ورقة على الأرض. لا نقول إن هذا الطفل لم يخطئ ولم يحرم لا بل ننظر إليه ونوجهه قائلين: المسلم يا بني نظيف، أو هكذا تفعل المسلمة النظيفة.. فيخجل الصغير.
وإنْ رفع الورقة عن الأرض يشجع ويقال له: بارك الله فيك.. أنت مسلم نظيف.
يحتاج المربون وسائل بديلة عن الضرب كعقاب عند ارتكاب الأخطاءولتقويم سلوكهم فما هي أساليب العقاب التي يستخدمونها بعيدا عن الضرب.
أساليب العقاب التي يستخدمونها بعيدا عن الضرب
1.النظرة الحادة والهمهمة: (في السنة الأولى أو الثانية من عمرة)
يعتقد أبو فراس أن نظراته الحادة كفيلة أن تردع أطفاله عن الخطأوفي بعض الأحيان يضطر للهمهمة والزمجرة كإشارة منه الى زيادة غضبه ويؤكد أبو فراسأن على الآباء والأمهات مراعاة أخطاء أبنائهم وأن يكون العقاب بحجم الخطأ فلا يعقلأن يكون عقاب الابن الذي تكاسل عن غسل يديه بعد الطعام مثل عقاب من سب جيرانهوشتمهم، فعلى الآباء أن يتدرجوا في ردود فعلهم وفق مستوى أخطاء أبنائهم.
2.الحرمان من الأشياء المحببة إليه: (في السنة الثالثة)
يلجأ الكثير من الآباء والأمهات الى عقوبتهم بحرمانهم من الأشياءالمحببة اليهم فيقول الأستاذ خالد حجاجرة إن ابنته في الصف الثالث تشعر بضيق شديدعند حرمانها من الذهاب الى بيت جدها وعليه اغتنم هذه الوسيلة كثيرا لتأديبها، وتؤكدالمعلمة سامية مراد -مركزة فرع الطفولة المبكرة في مدرسة خديجة بنت خويلد- أن حرمانالطفل من شيء يحبه أو لعبة يلعبها أو سلوك مشابه يردعه عن التصرف الخاطىء الذي قامبه الابن حسب تفسير الأهل فرغبة الأهل أن يتعلم ابنهم أن هذا التصرف خاطىء أو مضرلمن حوله.
لكن الحرمان يجب أن يكون لفترة محدودة فقط لساعة أو ليوموالعقاب يجب أن يتم بعد تكرار الخطأ عدة مرات والتوجيه له عدة مرات أيضا ، فالحرمانالطويل يجلب الضرر النفسي للطفل.
مثال على الحرمان: الحرمان من مصروف أو نزهة، أو أي شيء يحبه الطفل كالدراجة، أو الأتاري ، أو التليفزيون.
3.أن يترك يتحمل نتائج عمله بعد تنبيهه مسبقاً
مثل :مشكلة التأخر في الاستيقاظ من النوم، ينبه مسبقاً ثم يترك يتحمل العقوبة في المدر
4.الحبس المؤقت والإهمال
من سنتين حتى 12 سنة)
يعتقد الأخصائي النفسي أيمن محمد عال أن هذا النوع من العقابمفيد جدا رغم أن الكثيرين لا يستعملونه ويمكن تنفيذه من جيل سنتين فحينما يخطىءالطفل نفعل الآتي :
1.تطلب من الطفل أن ينتقل إلى زاوية العقاب حيث يجلس على كرسي محدد في جانب الغرفة أو أن يقف في ركن من الغرفة.
2.يتم إهماله لفترة محدودة من الوقت وتوضع ساعة منبهة مضبوطة على مدة انتهاء العقوبة وهي من خمس دقائق إلى عشر دقائق كافية إن شاء الله ، يطلب من الطفل التنفيذ فوراً بهدوء وحزم، وإذا رفض يأخذ بيده إلى هناك مع بيان السبب لهذه العقوبة باختصار، ولا يتحدث مع الطفل أثناءها أو ينظر إليه. وتأخذ أشكال الإهمال صورا أقسى حينما يدخل الأب أو الأم فيسلمون ولايخصون ذلك الابن بتحية خاصة أو لا يسألون عنبرامجه في ذلك اليوم أو مدح غيره منأبناء جيله أمامه على أن لا يكون ذلك إلا للعقاب عند الأخطاء الكبيرة وينصح عدمالإكثار من هذا الأسلوب إلا للحاجة الملحة.
3.وإذا انتهت العقوبة اطلب من طفلك المعاقب أن يشرح لك أسباب العقوبة حتى تتأكد من فهمه لسبب العقوبة.
4.إذا كرر الهرب من مكان العقوبة يتحمل عندها الحجز في غرفة تغلق عليه مع مراعاة أن الحجز في غرفة لا يستخدم إلا بقدر الضرورة الملحة ولمدة محدودة، والأصل الحجز في زاوية أو على كرسي في غرفة مفتوحة.
5. مدح غيره أمامه:
بشرط أن يكون للعقاب فقط ، وليس في كل الأحوال، كما ينبغي عدم الإكثار من هذا الأسلوب في العقاب لما في تكراره من أثر سيئ على نفس الطفل.
5.لهجر والخصام :
على ألا يزيد على ثلاثة أيام ، وأن يرجع عنه مباشرة عندما يعترف الطفل بخطئه.
6.التهديد :
بعد أن تستنفد كل الوسائل التربوية الأخرى تضطر تخويفأبنائك وتهديدهم بالضرب وإذا أصر البعض على الخطأ الشديد ولم يأبهوا بتهديدك تضطرأخيرا لتنفيذ تهديداتك بالضرب غير المؤذي ولا المبرح.
7.شد الأذن:
وقد فعله النبى (صلى الله عليه وسلم) ) كما أخرجه ابن السني ، فعن عبد الله بن بسر المازنى الصحابى (رضى الله عنه) قال: «بعثتنى أمى إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقطف من عنب، فأكلت منه قبل أن أبلغه إياه، فلما جئت أخذ بأذنى وقال: «يا غدر».
8.آخر العلاج الضرب: (لا يضرب الطفل قبل سن العاشرة)
الضرب آخر الوسائل وليس أولها وللضرب شروط وآداب ولا يكون إلا فيالأمور الكبيرة كترك الصلاة ولكن يجب إن يسبقه الخطوات التأديبية السابقة وفيمشاركة د. أحمد قعدان المحاضر في أكاديمية القاسمي ما يغنينا في هذا الجانب:
·قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مروا أولادكم بالصلاة وهمأبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر".( رواه أبو داود وحسنه).
·عن انس - رضي الله عنه- قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مروهم بالصلاة لسبع سنين،واضربوهم عليها لثلاث عشرة".( رواه الدار قطني) .
·أقصى الضرب للتأديبثلاثة وللقصاص عشرة: عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : كان رسول الله صلىالله عليه وسلم يقول:" لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود".( أخرجه البخاري).
·كان عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى- يكتب إلى الأمصار: لا يقرن المعلم فوق ثلاث، فإنها مخافة للغلام.
·عن الضحاك قال : ما ضرب المعلم غلاما فوق ثلاثفهو قصاص.
وهناك شروط للضرب لابد أن تراعى
- الضرب للتأديب كالملح للطعام (أى القليل يكفى والكثير يفسد).
- لا تضرب بعد وعدك بعدم الضرب لئلا يفقد الثقة فيك.
- مراعاة حالة الطفل المخطئ وسبب الخطأ.
- لا يضرب الطفل على أمر صعب التحقيق.
- يعطى الفرصة إذا كان الخطأ للمرة الأولى.
- لا يضرب أمام من يحب.
- الامتناع عن الضرب فورًا إن أصر الطفل على خطئه ولم ينفع الضرب.
- عدم الضرب أثناء الغضب الشديد وعدم الانفعال أثناء الضرب.
- نسيان الذنب بعد الضرب وعدم تذكير الطفل به.
- لا تأمر الطفل بعدم البكاء أثناء الضرب.
- لا ترغم الطفل على الاعتذار بعد الضرب وقبل أن يهدأ ؛ لأن ذلك فيه إذلال ومهانة، وأشعره أنك عاقبته لمصلحته، وابتسم في وجهه، وحاول أن تنسيه الضرب.