محمد ويسوع في بلاط القدس
اثار مخالبهم في تجاعيد وجه المدينة
في قناديلك المظلمة..
وملامح العجوز المسكينة
أعرف يا حبيبتي كم بكيت حين
شوهوا ملامح العذراء الجميلة..
نخروا جسدها بالاحذية القديمة
وحين رحلنا جميعا, تركنا أميرة المدن رهينة
ونحن نراهم يفقأون فيها العيون اليتيمة
قفزنا كالجرذان من سطح السفينة
فأنتحرت الكرامة فينا
كما تنتحر البراءة في العيون اللئيمة
عفوا يا محمد وأعذرنا يا يسوع
بعد أن تمزقت أوراقنا تحطنت فينا الجذوع
أصبحت أمتنا غصونا فروع
تشرب حتى الثمالة من كأس الذل,
نهر الخنوع
تمارس في الوكر الابيض شيئا من الصلاة
وهو الركوع
فهوت قدسية القدس أمام الجموع
تحطمت الصوامع ذابت في الكنائس الشموع
سكتت تنهدات الشعب بين الضلوع
أضرمنا النار فيك حبيبتي
أضرمنا النار فيك قدسنا
وحسبنا أن اللهب تطفئه الدموع