طجـِّت لعبتْ قلشتْ لاتؤاخذنا أيها اللاعب المحترف

قد تكون الرياضة مفتاح المال والشهرة
وكرة القدم بابُها الأعرض وعالمُها الأرحب شمال وجنوب خط الاستواء
اللاعب المحترف فيها لايعمل بأي عمل ٍ أو مهنة
سوى في مداعبة تلك الكرة المجنونة الحنونة
واللحاق بها واسترضاء خاطرها
يعني الكار والبيكار تبع هذا اللاعب ينحصر في هذه المجنونة المستديرة
وفي فنِّ ترويضِها لتصبحَ كالخاتم في اصبعهِ وكالخلخال في قدمهِ

قد يكون الراتب الضخم نسبياً الذي يتقاضاه اللاعب
قد حلَّ له الكثير من مشاكلِهِ التي كان يستعصي حلـُّها في فترة سابقة
قد يكون الاحتراف وجه خيرعليه وعلى مستقبله
المحدود بسنواتِ عطاءٍ قليلة
فأتى الاحتراف منقِذاً لتلك السنوات الغالية في عمر لاعب كرة القدم
تلك السنوات البرَّاقة التي كانت فيما مضى فخـَّاً للرياضيين
في عصر الهواية حيث أغوَتـْهم ومن ثمَّ رمَتـْهم على قارعة الطريق
الذي لايمرُّ فيه المحسنين

لكن ماهو المقابل المطلوب الذي يتعهَّد اللاعب المحترف بتقديمه ..؟
هل مطلوبٌ من هذا اللاعب في الاحتراف أن يكون كالروبوت المبرمج
في تنفيذ الخطة الموضوعة دون الأخذ بعين الاعتبار
الحالات والظروف البشرية المحتملة
التي قد تعتري اللاعب على المستوى المزاجي والشخصي

سؤالٌ يطرحُ نفسه ..؟
هل مسموحٌ في عصر الاحتراف الرياضي دخول المزاج
والعوامل الشخصية في القضية الاحترافية ..
صحيح أنَّ اللاعب ارتاحَ مالياً ونفسياً ولكن هل يعني أنه
في دخولِهِ هذا العصر الذهبي هومعصومٌ عن القلق
والمطبَّات النفسية المحتملة كباقي البشر
الذين ينحنون أمام مؤثرات الحياة المختلفة والتي يمكن أن تفعلَ فِعلها
وتشتـِّتَ تركيزَهُ على أرض الملعب ..
هذا الملعب الذي لم يعد يقبل فوق رقعتِهِ الخضراء
سوى المحترفين القادرين ولامكانٌ فيه لأنصافِ المحترفين

علامات استفهام عديدة قد نوجِّهُها بعتبٍ ومحبَّة إلى لاعبـِنا المحترف
في أنديتنا السورية ..
هل أنت تعطي للإحتراف الذي أنقذ َ مستقبلـَكَ وتـُخـْلِصَ له
بأقصى طاقاتِكَ البدنية والنفسية وترُدَّ له الجميل ..
أنا لاأعتقد ذلك للأسف وأتسائلُ كيف ولماذا وأين :
ألم تعتـَد قدَمُكَ المحترفة بعد على هذا العالم الجديد ..
لماذا لم تمرِّنـْها وتصقـُلـُها كفاية حتى لاتخذلـَكَ أوقات الشدة
لماذا لم تتهيَّأ لاستلام الكرة واستقبالها أحسنَ استقبال يالاعبَنا المحترف
ولماذا لم تتحول تلك القدم الهاوية حتى الآن
إلى مغناطيس تلتصق بها كل الكرات ولاتفارقـُها إلا وهي في الشِباك
فهكذا تعوَّدنا أن نرى أقدام المحترفين وهكذا عهَدْناهم ..

كيف لنا أن نرى الطابة لاتهرب بعد اليوم مذعورة
من بين أرجل ِ لاعـبـِنا المحترف وكأنها كرة من الزئبق ..
إلى متى سنظلُّ نرى الكرة تقلِش على قدمِكَ
وقد أصبح ذلك عيباً في عالم ِ الاحتراف ..
أم أنـَّكَ دخلتَ عصر الاحتراف ونسيتَ قدمَكَ في عصر الهواية

ألم يأخذ لاعبُنا المال الكافي للتفرُّغ الكامل
وأصبح التمرين اليومي المُمَنهَج والمتقن من بديهيَّـاتِ حياتهِ
لأنَّ فيهِ مصدر رزقِه الوحيد ولقمة عيشِهِ الأسيرة

لماذا نرى لاعبَنا يئـِنُّ ويطِنُّ ويتعوَّذ بالرحمن
إذا تلقـَّى شي تمريرة قوية شوي لاتجد لها مستقرَّاً على قدمهِ
( وكأنها طابة يويو كاوتشوك نطاطة وليست طابة كرة قدم ) ..
فقبل أن يُحـْكِمَ السيطرة عليها تتراقص شي مئة مرة عن يمينه
وعن يساره ومن أمامه قبل أن يستحوذ عليها لاعبُ الخصم
والذي كان مارق بالصدفة بنفس المنطقة ..

المشكلة في أنَّ اللاعب الخصم الذي استحوَذ َعلى الكرة الفلتانة
لم يمرِّنْ هو الآخر قدمَه المحترفة ويصقلـُها بشكل جيد
فصارت الطابة تحوص وتلوص معهُ ولايعرف كيف يهدىء من روعها
ولكنه يتذكـَّر في آخر حصَّة تدريبية ماقالَه له المدرِّب :
إذا أتتك طابة بالصدفة سمِّي عليها واطرُقها بقدمك طرقة ً
من قلب محروق نحو منطقةِ الخصم وأبعِدْ الخطر عن منطقتِك
وعن الشر وغنيلو

طجِّتْ لعبتْ قلشتْ .. إختر يالاعبَنا العزيز المحترف
واحدة من هذه الكلمات واملأ بها الفراغات التالية ...
للأسف كثيرة ٌ هي الفراغات في كرتِنا المحترفة
فماذا ستملأ لتملأ .. خليها فارغة أحسن والأجرعلى الله

مابدنا الدوري ومابدنا الكاس ومابدنا حكام متل الناس
بدنا فقط منـَّك ياغالي تمريرتين أو ثلاث ماأكترمن هيك
بشرط أن تكون التمريرات الثلاث دون انقطاع اجباري
أو هبوط اضطراري فقلوبنا الله وكيلك من الحامض لاوي

منذ بداية الدوري لم يستطع لاعبٌ في أنديتِنا المحترفة
أن يُكمل نصاب ثلاث تمريرات على بعضون إلا ماندر
فبعد التمريرة الثانية لابدَّ أنَّ محترفـَنا واقعٌّ على الارض لامَحالة
أو متكعبـِلٌ بقدميه أو بأشرطة الحرير الملتفـَّة
حول هاتين القدمين المحترفتين

كرمال الله لاتركض بالطابة على الخط وكأنك تلعب لعبة الزيح
لأن الطابة بطبعها المتمرد تهوى تجاوز خط التماس بسهولة
والخروج من بين قدميك المحترفتين على أهون سبب

بالله عليك لاتنسى الميزورة لتتأكد من طولك وحجمك
لانك تلتحم قصداً أو عن غير قصد مع من هم أطول منك وأصلب عوداً
بل حاول أن تهدي الطابة على الارض إن استطعتَ استخلاصَها
من ذلك اللوح الذي يراقبُكَ كظلـِّكَ

أستغرب لماذا تضغط على أسنانك فقط ولاتضغط على حامل الكرة
وتسمح له بكرمِكَ المعهود ببناء الهجمة أمام عينيك السود
وكأنك سائحٌ على أرض الملعب أو في يوم عطلة ..
لماذا تنتظر حتى تأتي الكرة اليك وتبوس قدميك وتقول لك :
دخيلك لاقيلي شي حلـِّي ..
فهي ليست تكسي صفراء مجبرة على التوقف أمامك تماماً
بل تحرَّك أنت نحوها ياأخي
واعتبرها سرفيس لابد من ملاحقته ومطاردته حتى النيل منه

لماذا ياحبيبي عندما تمرِّر باص لزميلِك المذهول على بعد مترين
ترسلـُها له بطيئة عليلة تطجُّ شي ستين مرة
قبل أن تصلَ إلى المرسَل اليه بالسلامة ..
أرسلها بالبريد المسوكر سريعة قوية واثقة
ولاتدع للخصم فرصة قطعها وشفطها بسهولة ..

لكني وللحق أنا أقدرُّ لك شهامتـَك في أنـَّكَ لاتريد فضحَ زميلـِك
في الفريق فيما لوأرسلتـَها له قوية شوي لأنه سيذوق الامرَّين
في السيطرة عليها وسيقفزُ معها وكأنها كرة ٌ من نار
ستلدعه إن تجرأ وعمل لها ستوب بالقدم
وسيحقد عليك ويُحرجُكَ ويردُّ لك الصاع صاعين بطابةٍ أقوى منها
لتعرف أن الله حق وليعرفَ المتفرِّجون أنكما لستما إلا هواة
وتقبضون رواتب محترفين

ثم لماذا ياغالي لاتختار التمرير إلا إلى اللاعب الأكثر ازدحاماً
وإلى اللاعب الاكثر شعبية ً في الملعب
ألا ترى أنه محاوَط ٌ بكتيبة من الاجساد التي تحجب عنه نور الشمس
لماذا لاتمرِّر إلى لاعبٍ مرتاح يمكنه الانطلاق وبناء هجمة وتشكيل خطورة
لماذا البطىء في التعامل مع الكرة والاحتراف يقتضي السرعة
والدقة في التمرير وأنت مازلتَ تـُلـَحمِسُ للكرة لحمَسَة ً رومانسيَّة
ًوكأنـَّكَ تلاعبُ خطيبتـَك

ومع ذلك أقول لك يالاعبنا الغالي : نارك ولا جنة هلي
نحن معك حتى تتجاوز صدمة المال الوفير الطارىء على حياتك
وتعي أن من يأخذ لابدَّ أن يعطي ..
نعرفُ أنكَ لست برجل ٍ آلي ياغالي ونحن لانتمناها لك ..
لكن بالله عليك يازلمي :
ألا تتفرج على كرة القدم المحترفة والمخلصة في احترافِها
عبر الشاشات العربية والفرنجية وكيف تجبرُنا بأناقتِها
على شدِّ الرحال اليها هرباً من نار غربتِنا الكروية
التي مازالت صبيَّة هاوية لم تنضج معالمُها بعد ..
نعم نهرب اليها لنتفرج على اقدامِهم التي لاتقلش الكرة من فوقها
فقد روَّضوها بالمال والاصرار فأضحت تلك الشرسة مستكينة مطاوعة
نهرب إلى تلك الشاشات لنرى كيف تعملُ تلك الحساسات
المربوطة بأقدامِهم والتي لاتخذلُهم ولاتخذلُ متابعتـَنا الممتعة
برؤية هجمة متكاملة وكرة قدم حقيقية
فعيونـُنا المتحسِّرة أصبحت أيضاً محترفة في مراقبةِ
أخطاء وعثرات المحترفين

لاعبُنا المحترف الغالي أرجوك شكلسلي حالك شوي

» ميسي اللاعب الأكثر دخلا في العالم
» أيها المارّون
» أدخل أيها العضو ... للنهوض
» أيها القمر تعال لأحدثك بما فعل البشر.....
» أقرأ وأسمع وأفهم أيها المسلم