خصائص قصيدة النثر
1 ــ لا وزن فيها ولا قافية.
2 ــ لا ديكورات فيها ولا توظف أيا من المحسنات البديعية ولا يخضع نمط التفكير فيها لقوانين الفكر المعروفة واحكام المنطق السائد. الشاعر يرسم أجواء قصيدته وفق منظوماته الفكرية الخاصة وحسب متطلبات منطقه الخاص الذي يبدو للقارئ وكأنه لا منطق أو أنه ضد المنطق لكل شاعر عالمه الخاص الذي لا يضاهيه أحد فيه.
3 ــ آواخر الجمل والسطور والمقاطع جميعا ساكنة من غير استثناء.
4 ــ الكثير من مفردات القصيدة الداخلية قابلة للقراءة من غير حركات. سكون شبه كامل وقصيدة بلا حركات. وبهذا فانها من بعض الوجوه شبيهة بقصائد الشعر العامي، شعر اللغة المحكية والدارجة الذي يسمي في المملكة العربية السعودية الشعر النبطي . القصيدة تبدو كعالم هامد مسطح يفتقر الي جهاز تنفسي، لأن في التنفس يتحرك الصدر الي الجهات الأربع. حركات الاعراب في لغتنا هي حقا ومجازا عمليات تنفس تتحرك الكلمات معها وفيها فتمنحها نسمة روح الحياة ودفء دماء الجسد الحي الجارية.
5 ــ القصيدة غامضة المرامي ومعتمة بشكل مطلق، لذا فانها عصية علي الفهم والتفسير، حتي علي شاعرها نفسه...ربما. لم توضع القصيدة أصلا للتفسير والتأويل والأخذ والرد. علي المرء أن يقرأها وأن يتمتع بما فيها من سحر وقدرة علي بعث الدهشة في النفس البشرية وأن يتقبلها كما يتقبل لوحات (بيكاسو). قف أمامها متأملا صامتا خاشعا. قف أمامها ولا تكلف نفسك مشقة السؤال لماذا وكيف.
6 ــ لقد بينت في بعض دراساتي عن قصيدة النثر التي نشرت في صحيفة (الزمان) الصادرة في لندن في العددين 964 و 965 و بتأريخ العاشر والحادي عشر من تموز (يوليو) عام 2001 ثم ظهرت في كتابي الجديد الموسوم نقد وشعر وقص الذي صدر حديثا في القاهرة عن مركز الحضارة العربية ... بينت وبرهنت أن قصيدة النثر اسفنجية البناء والتركيب والقوام، لذا فانها قابلة للضغط والاختزال والشطب وتبديل مواضع الكلمات والجمل. انها ملساء هشة، كالأفعي، أخطر وأضعف ما فيها رأسها. ويستوي في ذلك السام وغير السام من الأفاعي كما يعرف الجميع.
7 ــ الحقبة الزمنية/ عمر القصيدة ــ كتب ونشر بعض الشعراء وغير الشعراء قصيدة النثر منذ أزمان بعيدة. كما يجب ألا ننسي ونحن في معرض الكلام عن الزمن أن القرآن الكريم يمثل أعظم وأقدم قصيدة نثر في موروث العرب الديني والثقافي كما هو معروف. مع ذلك فاني أؤرخ عام 1990 عاما لبداية عصر سيادة قصيدة النثر شبه المطلقة. أجل، كانت قصيدة النثر معروفة قبل هذا العام ولكن أن تكون القصيدة معروفة شيء، وأن تعتلي خشبة مسرح الشعر مكللة بغار نصر غير مسبوق...شيء آخر. لقد انتصرت القصيدة أخيرا كظاهرة ومرحلة عالمية شعرية وفنية وكتابية. انتصرت علي مدرستي الشعر السالفتين: قصيدة عمود الشعر العربي ثم قصيدة الشعر الحر.
إن شعر التفعيلة يعتمد على أسس في الوزن وقوانين وسأقوم بذكرها
1 - وحدة التفعيلة في القصيدة
2 - الحرية في عدد التفعيلات الموزعة على كل شطر
3 - حرية الروي , و النظر إلى القافية على أنها عنصر عفوي متحرك لا يتعمده الشاعر
التفعيلة, وهي الأسلوب الذي فتت فيه البنية العروضية للبيت وأكتفى منها بوحدة واحدة من وحداتها الموسيقية , هي ( التفعيلة ) وقد تكون أكثر من تفعيلة فبعض الشعراء أخذ ينوع بين التفعيلات من سطر لسطر فيؤسس سطراً على تفعيلة ويليه سطر مؤسس على تفعيلة أخرى ولكن كان الشاعر يفعل ذلك بشروط منها
أ - أن يكون السطر الجديد بداية لمقطع جديد في القصيدة
ب - أن يعبر هذا السطر عن انتقال في الموقف الشعوري أي اختلاف العاطفة أو تغير الموقف .
وقال أحد الكتاب واسمه ( محمود معلا محمد ) يشير على مآخذ عروضية في شعر التفعيلة
1 - افتقار شعر التفعيلة أحياناً إلى الموسيقى المتزنة أو الناعمة .
2 - كثرة الأخطاء العروضية .
3 - تبدو قصيدة التفعيلة الجديدة أحياناً وكأنها لا تريد أن تنتهي .
4 - تضمين الأغاني الشعبية والمقاطع النثرية , فكل شاعر يسجل ذلك بلغة بلده الدارجة .
5 - شعر التفعيلة لبس ثوب الكتابة النثرية مع الفصل بين كل مقطع و آخر بخط مائل واهمال علامات الترقيم .
6 - إدخال الكلمات الأعجمية والتعابير الأجنبية و الإسراف فيها أحياناً مثل ( التاكسي , بارات , الويسكي , الجربند , السمبا , الباسو الخ...... )
7 - استخدام الألفاظ العامية بكثرة مثل ( بقشيش , شلة , الخ .... )
8 - الإكثار من ذكر الأرقام .
9 - كثرة الضرورات الشعرية , كفك الإدغام وإدخال أداة النداء على المعرف بألــ مثال ( هاتوا يالفقراء )
وقال أيضاً
أصبحت الصورة الشعرية في شعر التفعيلة مركبة من عناصر وجزئيات فنية متشابكة تتضافر فيما بينها لتؤدي وظيفتها الهامة في بناء القصيدة , إن شاعر التفعيلة يستخرج أدق دقائق الصورة الشعرية ويركب أبسط جزئياتها في مزيج فني معقد ثم ينسق منها لوحة متكاملة فترسم له صورة الموقف الذي يريد أن يبرزه ( استخدام الصورة الشعرية بنضج ووعي عميقين )