انثري شعرك حولي ومعا آخر ليل العمر نقضي,,هكذا يصبح موتي مدهشاً,,عانقيني...قبّلي عيني وامضي ..
أقسم يميناً أني في لحظة من لحظات سماعي لتلك الأغنية(القديمة) قد التقت عيني في عيني نزار,,و مرّت من أمام عيني في كل وجوه خليلاتي و عاهراتي و مظاهر العشق المزيفة و تجرّع الفراولة التي عشت في فترات خلت..
كم تصبح كل تلك المشاعر و الفائض من عمليات لفّ الشوكولا الرخيصة بأوراق الذهب عمليات بلا جدوى,,لربما أمام ذكرى؟؟!و حتى أن تلك الذكرى قد لا تكون على مستوى يرضي غرور الذّوات المتكبّرة على نفسها مثل ذاتي,,بل و لا تستحق أن تدخل ديوان الذكريات الذي بدا مؤخراً سخيفاً أمام ما تلك التجربة التي تجاوزت الحدود المفترض بها...
فعلاً غريب ذلك الكائن المسمى إنسان,,فهو يمضي حياته في تجارب يستخلص منها عبراً و قوانيناً ناظمةً لحياته,و يظنّ بأن لا خروج له عن إطارها! بل و كل منّا يتربع في عرش مملكة العقل الذي بناها هو ذاته,و بغض النظر عمّا بلغت من سخافة...تجد ذلك الكائن ذاته عاجزاً متقوقعاً مهزوماً أمام ذاته و ليس امام أي احد آخر,,بل و يعجز فيه الرأي أحياناً في البت في أمور قد لا تعجز عن عقل طفل الخمس سنوات..
يظن كل قويّ قد بلغ ما بلغ في الحب و النساء و الفنون التي لا أعرف لها تسمية حقيقية أنه سيد نفسه و سلطان مملكته السابقة الذكر, إلا أنه يتفاجأ في أحيانٍ كثيرة أمام لحظة ,و أقصد بكلمة لحظة المعنى الآني القصير الذي لا يودي إلى مصير أبدي,,مصيرها مصير درج الذكريات,يقف متغطرساً أمام كل الناس لكنه ضعيف أمام نفسه,,تخونه التصرفات,,و الأفعال,,و حتى الكلمات..
لطالما ظننت أن الأمور العاطفية ليست بنقاط تؤثّر في الرجل كما تؤثر في حياة المرأة,,و عن كون النساء هم الكائنات الأسمى (عاطفياً) في دنيانا,,و لكن لا تجزعي يا حواء!فلا زلت تغلبيني في كونك الأرقى في أحيان كثيرة,,و لكني أدركت أحياناً و مؤخراً أنك قوية حتى في ضعفك,,فباستطاعتك أن تكوني أميرة في أقوى لحظات الوله بين يدي أمثالي,,أنتي تظهرين سعادتك أو شقائك,,ولا حساب لنقاط ضعفك,,أما أنا فضعيف ضعيف,,ليس أمام أحد!بل أمام ذاتي التي لطالما أضطر لكتمانها من أجل وسام الرجولة الذي أضحى غلاً في عنقي أتمنى لو أرجع مراهقاً صبياً أو حتى طفلاً لا أخجل من بكائي أو دلالي أو إدعائي...
قد أكون مهلوساً حين أقول أني أحسد بعض المهفهين و السطحين اللذين يتبكبكون و ينوحون على رائحة الفراولة التي مضت,,لا أحسدهم على كونهم خسروا أعز ما مَلك الرجال ألا و هو الرجولة,,بل أحسدهم لكونهم ربما يرضون ذاتهم بطريقة قد لا يفهمها من بالغوا في المرجلة و غلب العواطف و كبت الضحكات,,لربما جعل الرب للبعض منا سعادته في ما يبدو للآخرين شقاءاً,,مثلهم كمثل الذي يشقى في تسلق جبل من أجل المتعة, و قد يبدو للبعض غباء!!
و -قد-أهلوس حينما أقول,,أن بإمكان (كازانوفا) السطحي أو (الأزعر) في منظور مجتمعنا (الأعور) أن يملك قلباً له من الحجم يستطيع به أن يحب شخصاً له قد لا يختلف عن سواه بالنسبة للراقوب (الاجتماعي),,بل و يكون مرهفاً و طفلاً و مراهقاً و حتى أضعف من أشباه الرجال محبي الروائح (الفراولية)..هنا لست أدري,,قلت قد!!لكني بتُّ أرى ذلك واقعاً لا لبس فيه!!
و لربما كان للرب حكمة في أن يمر عليك من حين لآخر شخصاً من المفترض أن يمر بك كرقم تسلسلي مرور كأس من قنينة نبيذ شرعت بشربها,,قد يكون ألذ من سابقه بحسب ظروف و طريقة شربك له ليس أكثر,,و لكنك تدرك لا حقاً بكونه قد خالف مبتغاك في الثمالة,و قد يتسبب في صحوة لا تدوي لها سبباً..
و أعود,,أعود لطاولتي,,و بعد طول كلام القول الأخير لنزار:
"واعذريني يا حياتي لم اعد قادراً إلا على الصمت لترضي
ووداعاً يا احبائي وداعاً انا متعب والعين تحتاج لغمض وداعاً"..