فلسفة الحجاب ( للرجال فقط )
مقالة أعجبتني من أحدى مواقع الإنترنت
بقلم : محمد عبد الوهاب جسري
أحببت ان أنقلها لكم... ليس بالضرورة للفائدة
و لكن .. ربما ترى فلسفتك في الحجاب كما رآها الكاتب
قد يكون الحجاب من أكثر القضايا جدلا في عصرنا الحاضر، وهذه القضية ليست مرتبطة بالمرأة بل هي قضية المجتمع بأسره....
عندما كنا في المدرسة الثانوية، وفي مادة علم الأحياء تعلمنا كيف يخلق الانسان، ومنذ ذلك الحين شدت انتباهي هذه الفكرة، وهي أن الملايين من الخلايا الذكرية تتنافس للوصول إلى البيضة لتلقيحها.....لكن في النتيجة خلية واحدة تنجح في ذلك وما إن تنجح تلك الخلية في الاندماج مع البيضة حتى تستسلم جميع الملايين الباقية وتعلن الانسحاب من هذا التنافس.... كنت أقول في نفسي وكذلك هو الحال على أرض الواقع بين الذكور والاناث الذين هم في سن الزواج.... فأعداد كبيرة من الشباب يتنافسون على الفوز بقلب الفتاة وما إن يتملك قلبها أحدهم ويحصل الزواج حتى تستسلم تلك الأعداد عن التنافس... إذن هذه هي تركيبة الكون.... هكذا كنت أفهم وأرى من وجهة نظر الرجل، الأنثى هدف يسعى إليه الذكر، لكنني مع الزمن كنت أشعر بالخجل من نفسي على تفكيري هذا، إلى أن قدر لي العيش في المجتمعات ( المتطورة ) في اوروبا هنا ،حيث كنت أظن أنني أحمل أفكارا متخلفة بهذا الخصوص، هنا وجدت الصورة نفسها لكنها بألوان أخرى، فالانثى هدف لكل رجل والأعراف التي تنظم وصول الرجل إلى هذا الهدف قد أكل عليها الدهر وشرب وأصبحت كل الأساليب لوصول الرجل إلى هدفه متاحة بل ومباحة.....
قلت في نفسي، لا والله لازلنا نحن بخير ، فعلى الأقل إن الطرق التي يتبعها الرجل للوصول إلى هدفه (الانثى) عندنا لازلت تُحكم (بالغالب) بالأصول والأعراف والتقاليد والشرائع...
لماذا حجاب المرأة
عندما كنت صغيرا كنت دائما أنتبه في الأفلام والمسلسلات إلى أن ابنة الملك ، أو ابنة الأمير ، هي تلك الأميرة الفاتنة الجميلة، كانت تظهر دائما إلى الملأ بدون حجاب مزينة بالغالي والنفيس من المجوهرات والحلي، وهذا مبرًّرٌ لانها ابنة الملك مثلا.... أما عامة الناس فترى النساء والفتيات محجبات بغض النظر عن ما إذا كان الحجاب لأمر ديني أو لعرف اجتماعي.
لكن ماهو ذلك المبرر الذي يجعل الأميرة غير محجبة ؟؟ لم أكن بحاجة إلى كثير من التفكير لأدرك أن ابنة الملك هي محجوبة بسلطة الملك عن أذى الرجال من حولها سواء كانوا من عامة الشعب أم من حاشية الملك فهي أميرة ولا يجرؤ أن يفكر فيها إلا أمير، والأمراء في طبيعة الحال عددهم محدود واقتراب أحدهم من الأميرة سيكون ضمن الأصول وهو مرحب به دائما .....
إذن، في العهود السابقة وفي جميع العصور كان (ومن وجهة نظر فلسفية بحتة) أقول كان مبرر لصاحبة الجاه أن تظهر بلا حجاب لأنها في الأصل محجوبة وكذلك الأمر لابنة الرجل الغني جدا في أوساط الفقراء فهي بسلطة مال أبيها محجوبة عن الأذى المحتمل من أي فقير ، بل إن الفقير وبدون شعور يلزم نفسه بحماية تلك الفتاة إن احتاجت لنوع من الحماية .... وهو يعلم بقرارة نفسه أنه لا يصح أن تكون له هدفا.....
الحال اليوم
قبل أن أصف الحال اليوم لا بد لي وأن أذكركم أعزائي بالحال قبل 80 سنة مثلا... أقصد منذ بداية حياة الانسان على الأرض إلى بدايات القرن الماضي ، كانت الأنثى محجوبة (عن أذى الذكور) على الأغلب في بيتها وكان خروجها من بيتها لا يمكن أن يحصل إلا برفقة ذويها فهي محجوبة أيضا، وحجابها هذا بطبيعة الحال كان يخفف احتمالات الأذى الذي يمكن أن تتعرض له لأن الذكور لا يرون هدفهم، وليس لأنهم لا يرغبون بالتنافس في الوصول إلى هدفهم.... والملفت للنظر أن حجاب المرأة كان أحد التعاليم الشرعية للأديان السماوية الثلاث حتى ذلك الحين !!! فمالذي حصل اليوم ؟؟ كما نعيش هذا الزمان نرى أن أتباع الديانتان السماويتان الأوليان قد أسقطوا هذا الأمر نهائيا... أما عند المسلمين فالأمر أصبح قضية جدلية....
الطامة الكبرى
منذ العقود القليلة السابقة وحتى يومنا هذا، ونتيجة توافر الانثى (الهدف) بلا حجاب بأعداد كبيرة أمام أعين الأعداد الهائلة من الذكور ، أضاع الرجل البوصلة وبدأ يفقد الهدف حيث ظن أنه صار بمقدوره أن يتابع عدة أهداف في وقت واحد، فقد يصيب هدفاً ما ، إن أعجبه يستمر معه وإن لم يعجبه فأهداف أخرى يراها قريبة المنال (من وجهة نظره). لا بل إن الأدهى ربما، ماحصل عندما بدأت الأنثى (الهدف) تخرج من وضعية الاحتجاب عن الذكر، أقول الأدهى أنها صارت هي تبحث عن هدف ذكري إن وجدت نفسها بلا استهداف من قبل الشباب، مما أدى إلى قلب الموازين الاجتماعية برمتها....
يعلم الرجل
يعلم الرجل أن للمرأة وظيفة في هذه الحياة ومع ذلك فهو يعرض عليها وظائف أخرى، لا لشيء سوى لأنه يريد أن تكون معه في كل لحظات حياته، فقبل سن الزواج هي معه في المدرسة والجامعة زميلة أو صديقة و في البيت أخته وأمه، وبعد الزواج أيضا في العمل زميلته وفي البيت تكون أخرى زوجته...
تعلم المرأة
تعلم المرأة أن جميع الوظائف التي تتقبلها وتعمل بها لا تعفيها من وظيفتها الأساسية في استمرار الحياة البشرية، فأي عمل ستقوم به لن يعفيها من الانجاب، الاهتمام بالأطفال وتربيتهم القيام على شؤون البيت، فلا أدري لماذا تحمل نفسها أعباءً هي غير مطلوبة منها أصلاً.....
وتعلم المرأة أن احتجابها عن الرجال يزيد من مكانتها في عين الرجل ويساعدها على القيام بواجبها في الحياة دون أن تتعرض لوضع نفسها في وضعية (الهدف) وبالتالي ستكون أكثر قابلية للنجاح في مهمتها في هذه الحياة.
لماذا للرجال فقط
لأن الرجل يعتقد أن فساد المرأة سبب في فساد المجتمع وينسى أنه هو الذي أراد لها الفساد، كذب عليها فوعدها إن نزعت حجابها بأن يحترمها وينظر إليها على أنها زميلة أو صديقة.... وهو يعرف جيدا أنه لا يستطيع أن يفي بوعده...
ولأن الرجل وفي جميع المجتمعات (شئنا أم أبينا) قوام على المرأة وبيده زمام الأمور في دفعها باتجاه الفضيلة أو الرذيلة ولكن على ما يبدو أنه بدأ منذ بضعة عقود بدفعها بالاتجاه الذي يحلو له دون أن يعبأ بسوء العاقبة.ولأن الرجل الذي يقرأ مقالتي سيهز برأسه متفهما في داخله ،بغض النظر عن ما سيقوم به بعضهم بوصفي بالرجعية والتخلف وهم يعلمون أن الأمر هكذا ولن يكون غير هكذا ، هذه هي طبيعة الرجل....
عتب صغير
يعلم الرجل وتعلم المرأة أن للحجاب مفعول عكسي إن أظهر أن التي ترتديه إنما ترتديه وهي رافضة له، وهذا لا يخفى على أحد..... فهلا رحمنا الحجاب وأعطيناه حقه حتى يرحمنا هو ولا يسيئ لسمعتنا.