إلى رجل يخاف البحر
ألغيت موعد السفر معك
لأن دوار البحر يتعبك
ولأن صداع الحب يتعبك
ولأن جلدك الطري كالقطيفه
لا يتحمل ملوحة البحر
وعضات أسماك القرش ...
مزقت تذكرة السفر
وقررت أن أعفيك
من تقلبات الطقس ...
ورائحة السفن...
وجنون المسافه ...
لأن قبلاتي تسبب لك الحساسية
والنوم على سطح المراكب
يوسخ قمصيك المنشى
وشعرك المصفف
لدى أمهر حلاقي المدينة ..
إبق, يا صغيري اليابسه
فذاكرتك كذاكرة الحجر ..
لا تحتمل الهجرات الكبرى
إبق مواطناً في مملكة الشجر
حيث التجول ممنوع
وتغيير العناوين ممنوع
والانقلاب على التاريخ ممنوع
إبق ثابتاً في مكانك .. كساعة المحطة
أو كملصق سياسي سخيف
أو كموقف إجباري لأوتوبيس الدولة ...
أيها السيد
الذي يضع ساقاً فوق ساق
يتغرغر بفتوحاته النسائية القديمة
إنني أعفيك من مجاملتي
ومن مراسلتي ..
ومن الظهور معي في شوارع المدينة
فأنا لا أريد أن أورطك في اللعبة
لا أريد أن أجعلك عاشقاً رغم أنفك
وشهيداً للحب ..
رغم أنفك ...
لا أريدك أن تفقد إصبعاً واحداً ..
أو شعرة واحده
أو جوهرة واحده
من جواهر عرشك
أنت رجل متزن, ورصين,
وأن امرأة فوضوية
أنت نجم في علاقاتك العامه
وأنا غجرية ...
لا تعرف أقنعت المدن
وفن العلاقات العامة..
أيها السيد الذي أغمد سيفه
ونسي غريزة القتال..
إنني أعفيك من التزامك العاطفي نحوي..
أعفيك من الخروج في الليل وحدك
لأن البرد يؤذيك
والسيرمعي في الحدائق العامة يؤذيك..
والدخول معي إلى المقاهي المغلقة يؤذيك..
إنني أعفيك, أيها السيد, من كل شيء..
فأنت رجل لا يتقن الألم
إبق, أيها الرجل, حيث أنت ...
إبق عبداً لعاداتك اليومية البليده
انتظر قهوتك في الثامنة..
وجريدتك اليومية,
في الثامنة والدقيقة العشرين...
وإفطار الصباح في التاسعة...
ابق بين ملفاتك..
وبريدك... وسيجارك الكوبي
مزروعاً كمسلة مصرية
أيها الرجل المشنوق على حبال الوقت
إبق مطموراً تحت أرقامك وأوراقك..
إبق واقفاً على مرفأ الطمأنينه,
أما أنا...
فمسافرة مع البحر...
ومسافرة مع الشعر...
ومسافرة مع البرق
مسافرة في كل الأشياء
التي لا تعرف التوقيت..