كشف المسح الميداني لواقع الشباب والتعليم في سورية أن الشبان السوريين الذين تابعوا المراحل الإعدادية والثانوية وأكملوها لم تتجاوز نسبتهم 48.1% , والرقم المفاجئ هو التحصيل ما بعد الثانوي والذي يشمل المعاهد والجامعات ونسبة الشبان السوريين الذين حصلوا هذا المستوى التعليمي لم تتجاوز 5.5% فقط .
وعبر هذه الأرقام أطلقت دراسة حكومية أجرتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة سؤالاً مفاده كيف يمكن لأي مجتمع أن يتطور في ظل شبه الغياب لدور الشباب المتعلم والمؤهل في عملية التنمية .
وتابعت الدراسة " إن النتائج تشير إلى أن خمسة من كل عشرة شباب وأربعاً من كل عشر شابات لا يحملون أكثر من الشهادة الابتدائية ما يعني أن إسهام هؤلاء كفئة محورية في عملية التنمية سيكون محدوداً في ظل عصر المعرفة اليوم ".
وأكدت الدراسة أن الرقم الذي يظهر تفوق الإناث علمياً لا يعني أنهن قادرات على المشاركة في العمل المجتمعي، فمع أن نسبة الذكور الذين لم يحصلوا على أكثر من شهادة ابتدائية، حسب معطيات البحث الميداني، هي أعلى مقارنة بنظيراتها لدى الشابات ما يوحي بوجود فرص أكبر للفتيات لمتابعة التعليم قياساً بالفتيان الذين ينخرطون مبكراً في الحياة العملية تحضيراً للدور المستقبلي لهم كأرباب أسر ومسؤولين عن الإنفاق عليها، إلا أن الفتيات بحسب الدراسة يعشن في ظل ثقافة لا تدعم الاستفادة من طاقاتهن بحكم العرف الاجتماعي السائد، الأمر الذي يعني ضعف إسهامهن في قوة العمل خارج الدور المرسوم لهن.
وبينت الدراسة أن مكان الإقامة يؤثر كمتغير في التحصيل العلمي للشباب والشابات، إذ اتضح أن نسبة الأميات في الريف يعادل ضعفي نظيراتها لدى الأميين من الشباب، على حين تبدو الفروق غير واضحة تقريباً بين الجنسين في المدينة، ومع المزيد من النتائج ظهر ارتفاع مستوى التحصيل العلمي للإناث من الفئتين العمريتين ( 15-19 ، 20-24 ) في المدينة بشكل أكبر بالمقارنة مع نظرائهم الذكور ، على حين يتمتع الريفيون الذين يقعون في ذات الفئتين العمريتين بمستويات تحصيلية أعلى بالمقارنة مع الريفيات.
ولحظت الدراسة أن أبناء الأسر متوسطة المستوى المعيشي هي الأكثر اهتماماً بتعليم أبنائها من الطبقتين الفقيرة أو الغنية، وأما المؤشرات الأخرى التي تلعب دوراً واضحاً في التحصيل العلمي للشبان فهي بحسب الترتيب المستوى التعليمي للوالدين وحجم الأسرة.
وفي البحث ضمن الفئة الأقل بين الشباب وهي فئة الجامعيين أظهرت إحصائيات وزارة التعليم العالي أن قطاع التعليم يزداد نمواً عاماً بعد آخر حيث ازداد عدد الكليات والفروع أي إن التوسع الأفقي وصل إلى حدود يعتبرها القائمون على التعليم العالي جيدة ومقبولة، وبالنسبة للطلاب فبينت الإحصائيات أن عدد الإناث اللاتي انتسبن إلى الجامعات في عام 2000 وصل إلى (67478) طالبة وفي عام 2006 وصل العدد إلى (125224) طالبة وتفوقت الأنثى على الذكر في عدد من الفروع الجامعية وخاصة الأدبية منها.
وفي عام 2005 كانت الفتيات يشكلن في كليات التربية السورية 80% من عدد الطلاب وفي كليات الآداب 62.6% ولكن عددهن في كليات الهندسة الميكانيكية انخفض لحدود 14.5% ولكنهن كنا متفوقات على الذكور في نتائج الخريجين للعام الدراسي 2009-2010 وخاصة في دمشق، وانخفض عدد الفتيات عن الذكور في كليات العلوم السياسية إلى 29.4% وفي كليات الطب إلى 31.3% وفي المعلوماتية إلى 36.5% وفي الاقتصاد إلى 35.8%.
وكان تفوق الفتيات في جامعات أكثر منه في غيرها فمثلاً في جامعة تشرين شكلت الأنثى 57.1% من عدد الطلاب وتوازت مع كون نسبة كليتي الآداب والتربية هي الأعلى في هذه الجامعة 58.7% وكذلك تفوق عدد الإناث على الذكور في حمص حيث سجل 55.1% وتوازى أيضاً مع نسبة كليتي الآداب والتربية في الجامعة نفسها وهي 54.1% للإناث، وتناصفت الإناث في جامعة دمشق مع الذكور تقريباً حين سجلن 50.4% لمصلحتهن على حين انخفض عددهن في جامعة حلب ولم يتجاوز 41.1%.
ولم تبحث دراسة الهيئة واقع الشبان أصحاب المستوى التعليمي دون الجامعي إلا في مسألة الطموح، ووصلت إلى نتيجة مفادها أن مستويات طموح الشبان لم تسجل فروقاً واضحة بين الشباب والشابات في موضوع الطموح نحو الوصول إلى مستوى أعلى من التعليم وتبين أن ستاً من بين كل عشر شابات والنسبة ذاتها من الشباب يطمحون للحصول على شهادة جامعية، وأن اثنين من كل عشرة طلاب وطالبات يطمحان لنيل درجة الدكتوراه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]