Muhammad Zaiter محاضر بالكلية
المساهمات : 2809 نقاط التميز : 529 طالب بقسم : Higher Studies/English Literature السنة الدراسية : M.A, 3rd العمر : 43 الدولة : Syria البرج : البرج الصيني : الجنس :
| موضوع: فوضى الحواس مقطفات 2 05/04/11, 02:16 pm | |
| تلهي نفسها عن حبه, بكراهيته, في انتظار العثور على مبرر مشرّف للاتصال به, مناسبة ما, يمكن أن تقول له فيها "ألو.. كيف أنت؟" دون أن تكون قد انهزمت تماماً؟ في تمويه لإخفاقات عشقيَّة, عرضت عليه يوماً أن يصبحا صديقين. أجابها ضاحكاً "لا أعرف مصادقة جسد أشتهيه". كادت تسعد, لولا أنه أضاف " أنت أشهى عندما ترحلين.. ثمة نساء يصبحن أجمل في الغياب". ولم تفهم ما الذي كان يعنيه. أما الذي كان يعنيها, فأن تستمع إليه. هوذا, لم يتغير. ما زال يتوق إلى الكلام الذي لا يقال بغير العينين. وهي لا تملك إلاّ أن تصمت, كي ينصتا معاً إلى صخب الصمت بين عاشقين سابقين. بين نظرتين, يتابع الحب تهرّبه العابث. وذاكرة العشق ترتبك. مع عاشق آخر, كان بإمكانها أن تخلق الآن ضجة وضحكاً. أن تختلق الآن للصمت صوتاً, يغطّي على صمتها. أن تخلق الآن إجابة لكل سؤال. ولكن معه, هي تحتفظ بالأسئلة, أو تطرحها عليه دفعة واحدة, دون صوت, بل بذبذبات صمت وحده يعرفها. هو رجل يشي به سكوته المفاجئ بين كلمتين. ولذا يصبح الصمت معه حالة لغوية, وأحيانا حالة جوية, تتحكم فيها غيمة مفاجئة للذكرى. وكان هو رجل اللغة القاطعة. كانت جمله تقتصر على كلمات قاطعة للشك, ترواح بين "طبعا" و"حتما" و"دوما" و"قطعا". وأنّا في مدّنا وجزرنا, وطلوعنا وخسوفنا, محكومون بتسلسل دوريّ للقدر. تفصلنا عن دوراته وتقلّباته الكبرى, مسافة شعره. كيف لنا أن ننجو من سطوة ذلك القانون الكونيّ المعقّد الذي تحكم تقلباته الكبيرة, تفاصيل جدّ صغيرة, تعادل أصغر ما في اللغة من كلمات, كتلك الكلمات الصغرى التي يتغير بها مجرى حياة!
عندما ينطفئ العشق, نفقد دائمًا شيئاَ منّا. ونرفض أن يكون هذا قد حصل. ولذا فإنّ القطيعة في العشق فنّ, من الواضح أنّه كان يتعمّد تجنّب الاستعانة به, لتخفيف ألم الفقدان. تذكر الآن ذلك اليوم الذي قالت له فيه "أريد لنا فراقاً جميلاً.." ولكنه أجاب بسخرية مستترة "وهل ثمة فراق جميل؟". أحيانا كان يبدو لها طاغية يلهو بمقصلة اللغة. كان رجلاً مأخوذاً بالكلمات القاطعة, والمواقف الحاسمة. وكانت هي امرأة تجلس على أرجوحة "ربما". فكيف للّغة أن تسعهما معاً؟ "كيف أنتِ؟" صيغة كاذبة لسؤال آخر. وعلينا في هذه الحالات, أن لا نخطئ في إعرابها. فالمبتدأ هنا, ليس الذي نتوقعه. إنه ضمير مستتر للتحدي, تقديره "كيف أنت من دوني أنا؟" أما الخبر.. فكل مذاهب الحب تتفق عليه. من الأسهل علينا تقبل موت من نحب. على تقبل فكرة فقدانه, واكتشاف أن بإمكانه مواصلة الحياة بكل تفاصيلها دوننا. ذلك أن في الموت تساويا في الفقدان, نجد فيه عزاءنا.
| |
|
عاشق ولكن عضو مميز
المساهمات : 587 نقاط التميز : 175 طالب بقسم : اللغة العربية السنة الدراسية : ?????????? العمر : 36 الدولة : سورية البرج : البرج الصيني : الجنس :
| موضوع: رد: فوضى الحواس مقطفات 2 07/04/11, 11:33 pm | |
| مقتطفات رائعة سأحاول جاهدا أن أقرأ فوضى الحواس | |
|
Muhammad Zaiter محاضر بالكلية
المساهمات : 2809 نقاط التميز : 529 طالب بقسم : Higher Studies/English Literature السنة الدراسية : M.A, 3rd العمر : 43 الدولة : Syria البرج : البرج الصيني : الجنس :
| موضوع: رد: فوضى الحواس مقطفات 2 09/04/11, 11:16 am | |
| هلا عاشق نورت الموضوع وانا أشد على يديك إقرأها ولن تندم لأنها بحق من أجمل ما قرأت | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: فوضى الحواس مقطفات 2 26/09/11, 10:32 pm | |
| موضوع رااااااااااااااااائــــــــع جداااااااااااااااااا بالرغم من أنك أستاذي أنزلتــــــــــه منذ زمن ولكني حريصة على متابعـــــة كل المواضـــيع الرائعة وبدقة متناهية ....عنجد تســــــــــــــــلم ايدك[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
|
Muhammad Zaiter محاضر بالكلية
المساهمات : 2809 نقاط التميز : 529 طالب بقسم : Higher Studies/English Literature السنة الدراسية : M.A, 3rd العمر : 43 الدولة : Syria البرج : البرج الصيني : الجنس :
| موضوع: رد: فوضى الحواس مقطفات 2 27/09/11, 03:31 pm | |
| مشكورة على مرورك المميز نورتي | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: فوضى الحواس مقطفات 2 27/09/11, 03:48 pm | |
| |
|
Muhammad Zaiter محاضر بالكلية
المساهمات : 2809 نقاط التميز : 529 طالب بقسم : Higher Studies/English Literature السنة الدراسية : M.A, 3rd العمر : 43 الدولة : Syria البرج : البرج الصيني : الجنس :
| موضوع: رد: فوضى الحواس مقطفات 2 27/09/11, 03:59 pm | |
| | |
|