وقفت بين يديه اَخر رسالة, وضعها فوق قلبه, وسار بها إلى شجرة الصفصاف على ضفة النهر .
~ وهنا جلست , وهنا ناجاها , وهنا داعبها , وهنا. وهنا . وهنا ...~
بعد ربع قرن تعيده الرسالة إليها,ينظر إلى الياسمينة التي شهدت أولى عبارات الغزل ... تنثال على مخيلته الذكريات:
-انظر إلى زهر الياسمين الأبيض . ماأجمله؟!
-قلبك أنصع بياضاً منه , وأجمل ! ...
... وتلك الوردة الجورية التي تتمايل . ألا ترين صفاء حمرتها ؟!
-أراه .
-لقد استعارت حمرتها من شفتيك !.
-وزقزقات العصافير . كم هي عذبة !.
-لكنها ليست كعذوبة همساتك !.
ضبطها تديم النظر إلى العصفور المغرد الذي ينتقل من غصن إلى غصن إلى اَخر , وسمعها تدمدم وهي تتابعه بنظرها في السماء :
-لقد طار العصفور !!!.
***
أمسك الرسالة , وقد طارت صاحبتها , وصار لها أجنحة,وسماوات واسعة.
فتحها ليقرأ أحلى وأجمل وأروع ذكرياتة.
ارتعشت أصابعه.ولكن نسمة هواء حركتها فجأة , واختطفتها من بين يديه , وطااااارت مثل العصفور